اختتمت فعاليات “عالم الذكاء الاصطناعي 2025” في دولة الإمارات

اختتمت أمس النسخة الأولى من قمة ومعرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025” في الإمارات العربية المتحدة، بعد مجموعة من المناقشات الملهمة التي حفزت التفكير، بالإضافة إلى عرض أحدث التطبيقات الثورية الفريدة، مما عزز موقع الدولة كمركز عالمي رائد في الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي

عالم الذكاء الاصطناعي 2025

يعتبر المعرض الذي تنظمه شركة “كون العالمية” بالتعاون مع “جيتكس جلوبال” من أبرز وأهم الفعاليات في مجال الذكاء الاصطناعي هذا العام.

على مدار ثلاثة أيام مليئة بالأنشطة بين أبوظبي ودبي، قدم المعرض تجربة فريدة حظيت بإعجاب الحضور والخبراء، حيث ألقى الضوء على التحولات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتغيرات الأساسية في الأسواق، والفرص غير المحدودة لهذه التكنولوجيا.

شهد اليوم الأخير الذي أقيم في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو مناقشات معمقة شارك فيها مجموعة من الخبراء العالميين، وركزت على تأثير الذكاء الاصطناعي في تسريع التطور التكنولوجي مع الأخذ بعين الاعتبار الفوائد الاجتماعية الناتجة عن هذه التطورات.

تناولت الجلسات، التي شهدت حضوراً كبيراً، التحديات المتعلقة بالبيانات السيادية لكل دولة، وأكدت على أهمية تقديم تعليم وتدريب عالي الجودة، إلى جانب تطوير مسارات مهنية استثنائية في مجال الذكاء الاصطناعي.

القيادة في الحوار وصنع المستقبل

ناقش أليسيو باجناريسي، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة أوراكل، الأهمية الأساسية للذكاء الاصطناعي السيادي للدول، مثنياً على دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج عالمي يُحتذى به.

وذكر قائلاً: “الذكاء الاصطناعي السيادي ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة استراتيجية. ينبغي على الدول التأكد من خلو مجموعات البيانات والخوارزميات من أي انحيازات خارجية، مع مراعاة الأبعاد الثقافية الوطنية وفهم التراث، ودعم اقتصاد المعرفة. فالبشر هم الأصول الأهم في أي منظمة أو دولة، ودولة الإمارات تسخر الذكاء الاصطناعي لتمكين مواطنيها والمقيمين فيها، وتعزيز الازدهار، ودفع عجلة التنوع الاقتصادي.”

اقرأ المزيد :  التفاصيل كاملة : شروط الحصول على جوال من موبايلي بالتقسيط لعام 2025

بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي السيادي، أصبحت مسألة الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والعادل موضوعًا للنقاش الملحوظ.

بحسب تقرير حديث من الاتحاد الدولي للاتصالات، لا يزال ثلث سكان العالم غير مرتبطين بالإنترنت، مما يبرز الحاجة لتجاوز تحديات كبيرة لضمان وصول الذكاء الاصطناعي إلى الجميع.

أكدت ريما مناع، نائبة رئيس البنية التحتية للشبكات في منطقة الشرق الأوسط ومديرة نشاط نوكيا في الإمارات، على أهمية هذا الموضوع بقولها: “ينبغي أن يُعتبر الذكاء الاصطناعي حقاً أساسياً من حقوق الإنسان. لماذا؟ لأن هذه التقنية تمتلك إمكانيات كبيرة يمكن استغلالها لخدمة البشرية.”

وأضافت أنه يجب علينا ربط الأشخاص غير المتصلين وتمكين الفئات المحرومة من خلال نظام تعاوني يتضمن شركاء ذوي رؤى مشتركة، مما يعزز الفهم للذكاء الاصطناعي ويشجع التعاون عبر الحدود والصناعات، وبالتالي يضمن أن يكون متاحًا للجميع.

أكد عمار المالك، نائب الرئيس التنفيذي للتأجير التجاري في مجموعة تيكوم، على أهمية التوطين والتعليم وإمكانية الوصول في تحقيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل عادل.

أشار خلال حديثه إلى أن “العنصر المجتمعي في الذكاء الاصطناعي يعد أمراً بالغ الأهمية، ولضمان العدالة في هذا المجال، يجب أن تتواجد مؤسسات ومبادرات تعليمية مرتبطة مع مجتمع من الشركات التي تشاركها نفس الرؤية ضمن الإطار القانوني لكل دولة.”

واستمروا في النظر إلى الإمارات كمثال؛ حيث توجد العديد من المبادرات والبرامج التدريبية التي تهدف إلى تأهيل الملايين. فالتعليم يعتبر عنصرًا أساسيًا، وكذلك عملية التوطين.

وأضاف أنه لا يمكننا تطبيق نموذج موحد على مستوى العالم، بل يجب على كل دولة أن تطور أنظمة ذكاء اصطناعي تتناسب مع احتياجاتها، مع الحرص على تقديم تعليم عالي الجودة وخلق بيئة داعمة تشجع على النمو والتطوير وتفتح آفاقًا جديدة من الداخل.

اقرأ المزيد :  شركة جوجل تعلن موعد مؤتمر المطورين السنوي لعام 2025

فرصة تقدر بـ 15.7 تريليون دولار

شكل مؤتمر “قادة الذكاء الاصطناعي العالمي” نقطة مركزية في فعاليات المعرض، في وقت يمر فيه العالم بتغيير جذري تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي من المتوقع أن تساهم بمقدار 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.

وفقًا لتقديرات شركة “بي دبليو سي” (PWC)، برز الذكاء الاصطناعي كعنوان رئيسي، مما يؤكد على ضرورة التوسع الاستراتيجي في استخداماته المتطورة لتعزيز العمليات على مستوى عالمي.

في إطار جهود الدول لتسريع التحول الاجتماعي والاقتصادي مع التركيز على الذكاء الاصطناعي كأولوية رئيسية، قام ستيفن بيرت، المدير الأعلى لبيانات الحكومة الكندية، بعرض الطريقة الكندية في استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي في القطاع العام.

أوضح بيرت أن “استراتيجيتنا تستند إلى مبادئ أساسية تركز على الإنسان، والتعاون، والجاهزية، والمسؤولية.”

نهدف إلى إنشاء نظام ذكاء اصطناعي في القطاع العام يكون قويًا أمام التغيرات التكنولوجية ومهيأ لمواجهة تحديات المستقبل.

لتحقيق ذلك، نتعاون بشكل متقارب مع جهات متنوعة، تشمل القطاع الخاص والوسط الأكاديمي ومعاهد البحث بالإضافة إلى النقابات والجماعات الأصلية، لضمان مشاركة المواطنين بشكل فعّال في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي لدينا.

في إطار مختلف من معرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025″، عرضت أكثر من 500 شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك شركات ناشئة، حلولاً مبتكرة توفر حالات استخدام عملية لم يسبق لها مثيل.

ومن بين هذه الشركات، تميزت “إي آند” كشركة عالمية رائدة في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا، حيث تستفيد من الذكاء الاصطناعي والشراكات الاستراتيجية لتحسين الشبكات، وتعزيز التحول الرقمي، وتطوير المدن الذكية، وتعزيز الأمن السيبراني، وأتمتة الأعمال.

في هذا السياق، أوضح أميت جوبتا، نائب الرئيس للذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة وإدارة العملاء في “إي آند” في الإمارات العربية المتحدة، قائلًا: “تمكنا من تنفيذ أكثر من 200 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات من خلال “إي آند إنتربرايز”، مع التركيز على القطاعات المصرفية والتأمين وتجارة التجزئة والقطاع العام.”

اقرأ المزيد :  تعرف علي دوام المزيني في رمضان في الكويت 2025

وأضاف حالياً، لا يزال حوالي 80% من حالات الاستخدام تعتمد على الذكاء الاصطناعي التقليدي، بينما تتراوح نسبة اعتماد الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي بين 15% و20%. من هذا المنطلق، نحن نشهد بالفعل قيمة كبيرة، خاصة فيما يتعلق بتحسين تجربة العملاء.

جميع المسارات تؤدي إلى عالم الذكاء الاصطناعي في عام 2026

في حين يقوم مجتمع الذكاء الاصطناعي العالمي بتقييم تأثير ونجاح قمة ومعرض “عالم الذكاء الاصطناعي 2025″، الذي أُقيم تحت عنوان “موجة التغيير الكبرى: الذكاء الاصطناعي في كل شيء”، تركز الأنظار على النسخة القادمة وما قد تتضمنه من تقنيات جديدة ونقاشات ملهمة.

بعد الإعلان عن تنظيم “عالم الذكاء الاصطناعي 2026” بشكل حصري في عاصمة الإمارات العربية المتحدة، في مركز “أدنيك للمعارض والمؤتمرات” في أبوظبي، بادرت العديد من الشركات العالمية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تأكيد مشاركتها.

كان من الأمور البارزة إعلان “دل تكنولوجيز” يوم الخميس عن انضمامها الرسمي، مما يعكس التزامها المستمر بدعم الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، في ظل التحول الرقمي العالمي غير المسبوق الذي تشهده مختلف الصناعات.

سيتم تنظيم الحدث المقبل بالتعاون الاستراتيجي مع دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، معتمدًا على النجاح الباهر الذي حققته النسخة السابقة في عام 2025، حيث اجتمع قادة الصناعة والمبتكرون والمستثمرون الدوليون لتسريع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الاقتصاد المستقبلي للذكاء الاصطناعي، وتعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي رائد في مجال الابتكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى